أسرار ووثائقإختيار المحررالعرض في الرئيسة
كيف افشلت السعودية بناء مصفاة نفط في مدينة المخا غرب تعز بتمويل عراقي..؟
يمنات – صنعاء – خاص
كشف الصحفي، عبد الله بن عامر، عن افشال السعودية بناء مصفاة نفط في مدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز، جنوب غرب البلاد، في سبعينات القرن الماضي.
و أوضح ابن عامر أن المصفاة كان سيتم تمويلها عبر الجمهورية العراقية. مشيرا إلى أن ذلك كان منتصف سبعينات القرن الماضي، و جاءت الفكرة جراء ضرورات اقتصادية نتيجة إرتفاع أسعار النفط.
و لفت إلى أن الرئيس السابق الشهيد ابراهيم الحمدي ألتقى بالرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، حين كان نائبا للريس، من أجل الحصول على مساعدة عراقية في هذا الجانب.
و قال ابن عامر: العراقيون لم يبخلوا ووافقوا بل وسرعان ما أرسلوا فريقاً لدراسة المشروع وتحديد المكان المناسب لإقامته.
و أضاف: بعد أيام فقط تم تحديد منطقة المخا على البحر الاحمر وتكفلت الحكومة العراقية بتمويل المشروع.
و لفت ابن عامر، إلى أن السعودية أوعزت للقوى التابعة لها داخل الدولة اليمنية لإفشال المشروع، فبرر البعض وقوفهم ضد المشروع لأنه من دولة العراق العلمانية الملحدة، و التي لا يمكن قبول اي شيء منها.
و حسب ابن عامر، حاولت السعودية القول انها ستقوم بتمويل المشروع فأرسلت فريقاً لصنعاء ليدرس الامر فقط من أجل إجبار الجانب اليمني على رفض المساعدة/العرض العراقية، وهو ما حدث.
و قال: عاد العراقيون برفض يمني لإنشاء المشروع بعد ان تعهدت السعودية بأن تتكفل بإنشائه وتمويله.
و تتحدث مذكرات محسن العيني (كان رئيساً للوزراء حينها) أن الجانب السعودي سرعان ما تنصل من تعهداته.
و أشار ابن عامر، أن كتابات اخرى في تلك الفترة تؤكد ان السعوديين كانوا يرفضون اقامة اي مشروع إستراتيجي كمشروع مصافي المخا, والذي كان سيعود بالنفع على اليمن بشكل عام وسيخفف كثيراً من تكلفة استيراد النفط وقتها.
و كشف ابن عامر أنه و بعد سنوات تمكن الرئيس السابق علي عبدالله صالح و عبر شركة هنت من إنشاء مصافي في مأرب، لكن بقدرة انتاجية أقل من المستوى المطلوب.
و أضاف أن العراق كانت يومها مستعدة لتمويل وانشاء مصافي بطاقة انتاجية توازي مصافي عدن اليوم غير أن المملكة السعودية وقفت ضد هذا المشروع.
و تابع: السعوديون وبعد إفشالهم مشروع مصفاة المخا، طرح عليهم الامر بعد سنوات من إستشهاد الحمدي، فبرروا أن الملك الراحل خالد بن عبد العزيز، كان قد وافق على تمويل المصافي غير أن المبلغ كبير جداً. مشيرا إلى أن السعوديين قالوا أنهم سيقومون بالمساعدة في مجالات اخرى، لافتا إلى أن الحكومة السعودية منحت الحكومة اليمنية وقتها مبالغ زهيدة وهدايا.
و أشار إلى أن الدول العربية وقتها كانت تعيش حالة من التضامن الكبير حتى ان الجزائر ودول أخرى كانت مستعدة لعمل مشاريع كبيرة في اليمن، لولا وقوف المملكة ضد ذلك، عبر ادواتها في الداخل.
المصدر: حائط الصحفي عبد الله بن عامر على الفيسبوك